بقلم :عاصم صلاح الدين
تسلل إلى مسامعي ما يشبه أغنية تنبعث من أحد الميكروباصات الواقفة في إنتظار الركاب تمهيدا لأن يمارس السائق ساديته المعتادة على الراكبين الذين لا حول ولا قوة لهم كان اللحن أشبه ما يكون بصوت طرقات الحدادين على الحديد لتشكيله أما الكلمات فلم أستطع تمييز أغلبها ربما كانت الكلمات مثل.. الديك في السقف محمر… الديك في الحيطة يقشر… الديك في اللمبة منور و لا أعلم ما هي علاقة الديك بالجدران إلا إذا كان هذا الديك يعمل في مجال النقاشة و” تبييض” الجدران… ربما كان هذا الديك المعجزة يعمل أيضا كهربائيا يقوم بتركيب اللمبات و بشطارته يجعلها تضئ و تنور… هذا الديك يعتبر معجزة.
وأخرى تقول مفرداتها مفيش صاحب و مفيش راجل و تدعو إلى إستخدام السلاح المتكامل و يظهر أن هذا نوع جديد من الأسلحة المتطورة
اما صوت القائمين بعمل الضجيج الذين يسمونه أغاني فصوتهم بالفعل يشبه صوت الديكة مع الإعتذار بالطبع للديكة على إعتبار أن هذا هو صوتهم الطبيعي أما الأصوات البشرية فقد جعلها تناول المخدرات و المسكرات أن تكون أصوات ” مجعرة”…. فإذا ما قاد الحظ العاثر أو الضرورة الإنسان إلى ركوب الميكروباص فحتما ستجد أن مثل هذه الأصوات” الجعورية ” تنطلق بأعلى درجات الصوت عبر السماعات الضخمة و تجد أن السائق و الركاب كأنهم في إحدى حلقات” الزار ” و كأنهم يعانون من مس الجان فإذا ما أعلنت عن رفضك لهذه المهزلة ستجد أن زعيم حلقة الزار” السائق ” يدير رأسه إلى الخلف فتجد أن السائق هو بمثابة” الشيطان ” يأمرك بالسكوت أو الإنضمام إلى حلقة الزار
رحمة الله على” العندليب “و الكروان” و “كوكب الشرق” و غيرهم من نجوم الطرب ندعوا الله أن يرحمنا من مغنيين الزار و عفاريته
هيا نتخيل أن “العندليب الأسمر” مازال حيا ونتخيل ماذا سيحدث له عندما يسمع ” الديك في السقف محمر و الديك في البحر مشمر و الرز في الحلة معمر… كان سيقع من طوله على الفور بالطبع.